الأربعاء، 5 يناير 2011

من عامل ومراسل إلى وزير حالي للبترول

جاء العامل السعودي الجنسية بالظهران في المنطقة الشرقية في نهاية يوم شديد الحرارة والرطوبة قاصداًبرادة الماء ليشرب جاء مجهداومتعباًويتصبب عرقاً بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق تحت حرارة الشمس جاء يروي ظمأة وليس أكثر من هذا بل يظن أنه أقل من هذا (شربة ماء باردة في جو حار وبعد يوم شاق).
وما إن ملأ الكوب بالماء البارد وأراد أن يبل جوفه سمع صوتاً ينهرة : لا تشرب أنت عامل ولا يحق لك الشرب ، لأنه من الخدمات الخاصة بالمهندسين .
صوت من هذا ؟
إنه صوت مهندس أمريكي يعمل في نفس المكان والمواقع المسكين يجر أذيال الخيبة والحسرة والندامة ليس بسبب ضياع أجر يوم أو غيرة بل من أجل شربة ماء.
                                        
رجع المسكين وأخذ يفكر أياماً عديدة ويسأل نفسه :
  • لماذا فعل بي هذا؟
  • لماذا منعت مني شربة الماء البارد ؟
  • لماذ تم التعامل معي كالجمل الأجرب ؟
  • لماذا حرم على هذا البراد لأشرب منه ؟
  • هل لأنني عامل أم لأنهم مهندسون ؟
  • هل المهندس يشرب الماء البارد والعامل ليس من حقه هذا الامتياز ؟
  • هل لوكنت مهندساً كان لي الحق في هذا الماء البارد؟
  • هل أستطيع أن أكون مهندساً يوماً ما أكون مثل هؤلاء؟
واتكل على ربه وعقد العزم وبدأ باالدراسة الليلة ثم النهارية وبعد السهر والجهد والتعب والسنين (وبتأكيد السخرية من المقربين). حصل على شهادة الثانوية .
كان له أن يكتفي بما حصل ويحمد الله عزوجل على ما انجز و ليبحث عن عمل بالشهادة المتوسطة التى حصل عليها وحتماً كان سيجد عملا مناسبا له في حينها ولكن ما زال صدى الكلمات الغليظة ترن في اذنية:
أنت عامل ولايحق لك الشرب؛من الخدمات الخاصة بالمهندسين.               
        أنت عامل ولا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصة بالمهندسين.
أنت عامل ولا يحق لك الشرب من الخدمات الخاصة بالمهندسين.
 لذا كان الدافع أقوى والحرص على تحقيق الهدف أشد ، فتم ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية على حساب الشركة التي يعمل بها  وحصل على بكالوريوس الهندسة ثم الماجستير في الجولوجيا ورجع لوطنة آن له أن يستريح فقد حقق الهدف ويحق له الحصول على نفس خدمات المهندسين ،لا، فقد ظل يعمل بجد واجتهاد حتى أصبح رئيس شعبة ثم رئيس إدارة ليس هذا وحسب بل حقق إنجاز أكبر بعد عدة سنوات وأصبح نائب رئيس الشركة ... منصب عالٍٍ بالأسباب ، ولكن حدثت مفاجأة: جاءه نفسي المهندس الأمريكي الذي نهرة وكلمة بغلظة من سنين طويلة وكان هو الدافع والحافز لاستكمال أو بداية المشوار، وكان مازال يعمل بالشركة .

           جاءه ليقول له:  

أريد الموافقة عللى أجازتي وأرجو عدم الربط بين ماحدث بجانب برادة الماء بالعمل الرسمي ، وأرجو ألاتؤاخذني بما فعلت منك من سنين طويلة أرجو ألا تنتقم مني أو منع أو تمنع عني ماأريد بسبب ماحدث من غلطة وسوء تصرف قديماً رد عليه العامل (نائب رئيس الشلركة حاليً) .
أحب أن أشكرك من كل قلبي على منعي من الشرب صحيح أنني حقدت عليك في ذلك الوقت ولكن أنت السبب بعد الله فيما أنا عليه الآن 

يكفي هذا فقد أصبح الرجل الثاني في الشركة .
لا:النجاح قدرة بعد ، عرق وكفاح وإخلاص ووفاء وولاء للعمل والوطن أصبح رئيساً للشركة ،وهي ليست شركة عادية بل من كبريات الشركات العملاقة في صناعة البترول على مستوى العالم ، إنها شركة أرامكو. 

يكفي هذا لا ، تخطى هذه ال(لا) مرةأخرى .
وأصبحوزيرأً للبترول في المملكة العربية السعودية 
وأصبح العامل وزيراً للبترول .
أصبح العامل بالجهد والمثابرة يفعل مايريد وأكثر مما يريد      
وكانت البداية شربة ماء منع منها بغلظة ,لانه عامل وليس مهندسا ,أصبح العامل مهندسا ووزيرا للبترول في بلده كانت البداية مراسلا يحمل الاوراق من المكاتب والراتب ثلاثة ريالات في اليوم ثم تعلم الالة الكاتبة وتعلم الاختزال وتضاعفت الاماني .
حقق المجد بالجد والاجتهاد ووضع الهدف أمامه .
إنه وزير البترول السعودي :علي النعيمي   


منقول من :كيف نجح هؤلاء ولماذا يفشل آخرون .د/محمد فتحى                          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق