السبت، 11 ديسمبر 2010

عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس

للسيد قطب رحمه الله

عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيراً كثيراً ، قد لا تراه العيون أول وهلة !
لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون ، أو فقراء الشعور
شيءٌ من العطف على أخطائهم وحماقاتهم ، شيءٌ من الود الحقيقي لهم ، شيءٌ من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم
ثم ينكشف لكَ النبع الخيّر في نفوسهم ، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم ، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك ، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص . 
إن الشر ليس عميقاً في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحياناً . إنه في تلك القشرة الصلبة ، التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء ،
فإذا أَمِنُوا تكشّفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية،  هذه الثمرة الحلوة إنما تتكشف لمـن يستطيع أن يُشعِرَ الناس بالأمن من جانبه،
بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم ، وعلى حماقاتهم كذلك....
 وشيء من سعة الصدر في أول الأمر ، كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون لقد جربت ذلك ،
 جربته بنفسي . فلست أُطلقها مجرد كلمات مجنّحة ، وليدة أحلام وأوهام.


 بذور الحب والعطف والخير
عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة. إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين
 لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء. إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثنى عليها حين نثني ونحن صادقون،
ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة.. ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب ...
كذلك لن نكون في حاجة لأن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم ولا حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص
ولن نفتش عليها لنراها يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف!   
وبطبيعة الحال لن نجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء الحذر منهم فإنما نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تلتئم في نفوسنا نموا كافيا،
ونتخوف منهم لأن عنصر الثقة في الخير ينقصنا !.
كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة،
حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا،
يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق